بسم الله الرحمن الرحيم

سيدي الفاضل, انا من الشرق الجزائري اقطن واعمل بمسقط رأسي, بمدينة أم البواقي,

اما عالم الصم فقد اكتشفته صدفة…كما سبق لي ان ذكرت لكم في رسالتي الاولى,ان تخصصي هو الاعلام الالي واني اشغل منصب استاذة بجامعة العربي بن مهيدي…من ضمن واجبات الاستاذ الجامعي طرح مواضيع لتأطير الطلبة…في سنة 2011 انجزت مع الطلبة برامج آلية يتم التحكم فيها عبر حركة اليد …كان ذلك في اطار تحصلهم على شهادة اللسانس وكتكملة اردت ان اقترح عليهم مواضيع تبجل التحكم الحركي لكن ذات طابع انساني…واقترحت عليهم انجاز نظام آلي قادر على ترجمة كلمات اشارية الى لغة منطوقة…رحب الطلاب بالفكرة ووعدتهم بتزويدهم بقاموس اشاري ليباشروا عملهم…توجهت لمدرسة الصم و البكم وكلي ثقة اني سأجد ضالتي هناك…قابلت المدير الذي استقبلني بصدر رحب…ولما اخبرته عن سبب زيارتي اخبرني انه جديد ولا يعرف كيف تسير الامور هناك وعلى حسب علمه لا يوجد قاموس اشاري …لقد كان جوابه غريبا بالنسبة لي…ضننته جاهلا بواقعهم لانه لم يمر على تنصيبه سوى اسبوع واحد…وجهني بدوره لاستشير اقدم استاذ بذلك المركز…وهنا كانت الصدمة والمفاجأة كبيرين…كانت اقوالهما متطابقة…وكانت صدمتي اكبرعندما اكتشفت ان الصم يشاركون السّليمي السّمع نفس المقررات الدراسية …نفسها دون اي تعديل…اما الكلمات الاشارية فهي قليلة و يستقيها كل استاذ حسب خبرته من الصم…ساءني كثيرا حالهم…آلمني ما رأتيه…جرح انسانيتي …

كيف لو كانت هذه -لا سمح الله-حال احدى بناتي…هل كنت لارضى؟؟؟من هنا بدأ مشواري…لكني لا زلت اقف في نفس النقطة…لم اتحرّك شبرا فكل الابواب موصدة..كل الآذان صمّاء……………..

خلاص كنزة

― من الشرق الجزائري