1 / السادة .. المعلمون والمعلمات .. المترجمون والمترجمات المهتمون بتعليم الصم .. الآباء والأمهات .
أما آن للصم العرب الذين يركبون سفينة الحياة التي طال رسوها وسط بحرهم الصامت تتجاذبهم تتقاذفهم من كل الجهات لغات إشارية متعددة ومختلفة .. كثر صنّاع إشاراتها وقادتها .. كل واحد منهم يشدها في اتجاه الإشارات والمصطلحات التي يرغب .. ويحسب أنها الأصوب .. // يخوضون في بحر شاطئه بعيد ونفعه للصم العرب قليل ويحسبون أنهم يحسنون صنعا // بل .. لغات إشارية .. مختلفة الحركات .. متفرقة الأشكال .. مقابل كلمة بينة المعنى محددة البيان في لغتنا.. بل وأن بعضها متعصب متشدد لما رُسم بها من أشكال الإشارات.. قلّ منها وندر وكان له أثر في تعليمهم وارتقائهم بالعلم!
.. أما أن لهم أن يتحركوا نحو الشاطئ.. شاطئ الأمن والأمان.. حيث الأمل بكل ألوان الطيف في انتظارهم ترفعه أيدينا.. ترسمه أياديهم بلغة إشارية ترتشف من معين لغتنا العربية ما يسحر العيون حركاتها.. منها ينهلون ما طاب لهم من العلم.. وبحروفها يكتبون ما شاء لهم من طيب الكلم.. لغة إشارية واحدة موحدة.. تتدفق إلى القلوب.. تهز مشاعرهم.. كما هزت لغة الكلام قلوبنا!
.. الصم العرب الحاضر..؟ والمستقبل.. إلى أين؟..
القاموس الإشاري الموحد للصم العرب .. وحد الصم أم كان سببا في تفرقهم ؟
.. من حق الصم العرب أن تكون لهم لغة إشارة عربية فصحى واحدة موحدة على أسس وقواعد لغتنا.. تمكنهم من التعلم واكتساب المعرفة بأنواعها كما تعلمنا وحصل كل واحد منا على رتبته العلمية التي نالها بجده واجتهاده .
2 / أخي المهتم بتعليم الصم
.. معلما كنت أم مترجماً.. وقفة تأمل موضوعية وشجاعة.. مجردة عن الذات.. نبحث فيها عن الأسباب التي حالت دوننا وتوصيل المعلومة إلى الصم.. وأدت إلى ضعفهم في اكتساب المعرفة بأنواعها.. وقفة شجاعة هي الآن أفضل.. وقبل أن يطول الزمن وتبعد المسافة بين الأصم وتعلمه.لغة إشارية واحدة موحدة على صورة لغتنا هي القادرة على حل مشكلة المعلم والمتعلم من الصم وهي القادرة على الارتقاء بالصم باكتساب العلم عن طريق التعلم.. كغيرهم ممن تعلم وارتقى بالعلم.. بل وتكافح أميّة من هم بحاجة لمكافحة جهلهم.
.. الأخوة والأخوات .. العاملون مع الصم العرب أينما كنتم وكانت مواقعكم.
.. تعلمون جميعا أننا نواجه صعوبة كبيرة في تعليم الصم لغتنا العربية حسب قواعدها وانضباط سياقها في حدود المفردة وإطار الجملة والنص.. وأن الصم يجدون صعوبة أكبر في تعلم لغتنا.
والسبب واضح وبيّن :
1 / هو في بعض العاملين معهم وبعض الصم الذين يرافقونهم من صنّا ع الإشارات الذين كثرت إشاراتهم فاختلفت فاختلفوا واختلف معهم الصم هؤلاء الذين يحسبون أنهم يحسنون صنعا يتحملون الجزء الكبر من تلك الأسباب .. كل مجموعة تتمسك بالإشارات التي صنعت ولا تتنازل عنها وتعتبرها هي الأصح وهي الأفضل .
2 / إنه في لغة الإشارة المتداولة بين أيديهم وأيدينا.. .. فهي ليست إذن في الصم أنفسهم .. لأنهم غير قادرين على حل مشاكلهم التعليمية ففاقد الشيء لا يعطيه .. ولا في المناهج التعليمية .. التي شملتهم مثل هذه التهم .. لكنها في مراحل التعلم الأولى التي تحتاج لعملية تقنين خاصة بها .
. لغة الإشارة بشكلها الاصطلاحي الذي رُسمت به والمعنى الذي تحمله لم يرق إلى مستوى بعض معاني الكلمات التي رُسمت من أجلها .. الإشارة .. وقد مضى على تداولها عقود وعقود.. لم يرق بتعلمها من الصم .. إلا ما قل ذكره .
.. لغة إشارية أسماؤها معدودة.. وأفعالها محدودة.. وكثير من أنواع حروفها مفقودة.. ولا تحمل من مشتقات لغتنا إلاّ ما قل ذكره.
.. لغة إشارية انساقت على غير ما استقامت عليه لغتنا العربية الجميلة من المفردة إلى الجملة والنص.
3 / .. التطور الذي تحتاجه لغة الإشارة ..
.. كل لغة من اللغات مرت وتمر بحالة من التطور والتوسع شكلا ومضمونا .. فالتطور الذي احتاجه المكفوفون الذين فقدوا البصر وفقدوا معه كل ما يرى بالعين ومن أبرزها رموز لغتنا المكتوبة هو في شكل الرموز المكتوبة التي فقدوا رؤيتها وليس في مضمون المعاني الذي تحمله الكلمات فكانت رموز برايل النافرة التي أنهت كل مشاكل المكفوفين في العالم فكل صاحب لغة منهم .. شكل رموزها بما يوافق ويطابق الرموز المكتوبة عندهم الدالة على رموز لغتهم المنطوقة بكل عناصر وحداتها المكتوبة .. على شكل نقاط بارزة نافرة تكتب بقلم معدني مدبدب على شكل مخرز الحذاء .. يكتب به المكفوف ضمن لوحة معدنية مخصصة لكتابة المكفوفين ثم تطورت إلى آلة كاتبة خاصة .. إلى أخرى أكثر دقة وتطور لإظهار الحرف النافر على الورق المضغوط المخصص للكتابة بالرموز النافرة .. تقرأ باللمس بإصبع يده ويتعرف على دلالتها وينطق اسمها ويستخدمها في الكتابة النافرة في تلقي المعلومة أو إرسالها .. فصار لهم كتب ومجلات مكتوبة بهذه الرموز النافرة .
.. فالصم فقدوا السمع وكل ما يصل عن طريقه من أصوات ومن أبرزها أصوات لغتنا المنطوقة المسموعة .. ولكنهم لم يفقدوا رؤية أشكالها المكتوبة مصدرهم ومصدر كل متعلم .. فاستخدموا لغة الإشارة بالأيدي كبديل عن النطق .
.. والتطوير الذي تحتاجه لغة الإشارة للصم هو كذلك في شكل لإشارة المتبادلة بينهم وليس في شكل المضمون وهو المعنى الذي تحمله كل كلمة في كل لغة .. يتساوى فيها معنى الكلمة المراد توصيل مفهومها للصم مع الإشارة المرسلة إليهم .. فالصم استبدلوا الإرسال المنطوق المسموع الذي فقدوه بالإرسال الإشاري بحركات اليدين واستبدلوا بحكم الضرورة التي وصلوا إليها الاستقبال السمعي بالاستقبال المرئي .. ونحن وإياهم شركاء في الاستقبال المرئي .. بالقراءة بالعين .
4 / الصم ولغة الإشارة
.. تمر الآن لغة الإشارة بمخاض التطور بفرعيها :
.. 1 / لغة المصطلحات الوصفية للأشياء التي يبصرونها واتفقت كل مجموعة من الصم ومن يرافقهم من معلمين ومترجمين على شكل الإشارة والمعنى الذي تحمله .. بشكل عام .
.. 2 / أبجدية الأصابع التي رسمت لتدل على أشكال الرموز المكتوبة وليس على الأصل الذي تدل عليه وهو أصوات اللغة المنطوقة التي وجدت الرموز المكتوبة لتدل عليها وتعرفها بإشارات .. مهمتها تشكيل الكلمات التي ليس لها مصطلح .. ولكنها لم تعوض الصم ما فقدوه من لغة كما تفعل الأبجديات .
يعيش الصم العرب هذه الأيام صراعا قاسيا .. بين من يريد العمل بالقاموس الإشاري الموحد الذي أنجز على أساس تحقيق وحدة لغة الصم العرب .. وبين من يرفضه ويطالب بلغة الإشارة التي اعتادها وألف استخدامها في المجموعة التي شكلت تلك اللغة الإشارية الخاصة .
.. لغة إشارية يطالب بعض الصم العرب ومن يعمل معهم من معلمين ومترجمين بخصوصية وقطرية لغة إشارة كل بلد.. فالصم في الإمارات العربية المتحدة .. وفي المملكة العربية السعودية .. وفي البحرين .. وفي الأردن .. وفي تجمعات بعض الدول العربية الأخرى للصم .. يطالبون بلغتهم الإشارية المحلية التي اعتادوا التواصل بها ويرفضون العمل بمصطلحات القاموس الإشاري العربي الموحد.. بجزأيه الأول والثاني فكان مجموع ما فيهما يزيد عن 4000 كلمة على شكل مصطلح إشاري اُتفق على رسم أشكالها ومعانيها من قبل مجموعات مختارة من الصم العرب ومن العاملين معهم والذين أنجزوا من القاموس الموحد في في السنوات الماضية.. بإشراف جهات عربية رسمية ..
5 / القاموس الإشاري الموحد .. فرق الصم أم وحدهم ..
.. القاموس من حيث المبدأ خطوة رائعة ومهمة لجمع الصم العرب على لغة إشارية واحدة موحدة تمكنهم من التعلم ومن حسن التواصل فيما بينهم رغم بعد المسافات التي قربها التلفزيون وظهور مترجمي لغة الإشارة على زاويته..
.. من حيث المنطق وقولة حق: لهم الحق، فبأيديهم وبأيدي من عمل معهم صنعوا إشارات اصطلحوا على شكلها والمعنى الذي تحمله.
.. إشارات اعتادوا التواصل بها ضمن بيئتهم التي تجمعهم وتعارفوا عليها مع الأهل وبها تبادلوا بعض المعارف ونقلوها فيما بينهم.. فمن الصعب أن تطلب منهم تركها واستخدام غيرها.. وقد عاشوا عليها.
.. القاموس الموحد . ورغم كل الانتقادات التي وجهت إليه والملاحظات على بعض مصطلحاته التي أقروها.. هناك مجموعات أخرى من العاملين مع الصم ومن الصم الذين يوالونهم .. تدعو وبإصرار لاستخدامه وتداوله .. وتستفيد مما تملكه من نفوذ ودعم مادي
.. قاموس بني على صورة كلمات عامة أكثرها لا يحمل المعاني التي تحملها الكلمات المقابل لها في المعنى والتي شُكل المصلح بسببها .
.. قواميس متعددة ومختلفة الإشارات لم تبن على أسس وقواعد لغتنا .. التي بحروفها يتعلم المتعلمون فيقرؤون بها ويكتبون .
.. لن تفي مصطلحاتها بمتطلبات لغة التعلم التي تعلم كل واحد منا على أسسها .
.. لن ترقى بتعليمهم إلى مستوى من تعلم وارتقى بالعلم .
.. لن تجمع الصم العرب على لغة واحدة كما اجتمع المجتمع العربي الواحد على لغة واحدة .. بل كانت وستكون .. سبباً في ذهاب كل فريق من الصم في الوطن الواحد أحيانا إلى صناعة إشارات خاصة بهم وإصدار قاموسهم الخاص بهم كما سبق وذكر عن بعض البلدان العربية .
6 / ثنائية اللغة أم وحدة اللغة
.. أمر آخر برز مؤخرا على ساحة بعض الصم العرب.. وفي الدول العربية التي رفضت القاموس الموحد.. وهو أن الصم .. ثنائيّو اللغة .. ثنائيو الثقافة.. وصارت الدعوة إلى ذلك على مستوى الدعاية والتدريب على ذلك .
.. ثنائية اللغة تعني أن للصم لغتان.. لغة الإشارة التي يتواصلون بها.. واللغة العربية التي يتعلمونها ليقرؤوها ويكتبوا بحروفها.. فعليهم أن يتعلموا كل لغة منعزلة عن الأخرى .. عليهم أن يتعلموا لغة الإشارة .. حسب ما اعتادوها وألفوا تركيبها على أيديهم مع معلم أصم وسيط ينقل إليهم المعلومة من لغتنا والمراد توصيلها إلى الصم بلغة الإشارة والتي يقدمها معلم ناطق سامع .. وعليهم أن يتعلموا اللغة العربية الممنهجة في الكتب المدرسية بمختلف أنواعها المكتوبة حسب قواعدها وضوابطها .. مع معلم من ذوي السمع والكلام // هذا ما أوضحته لي مدرسة للصم صماء على قدر من العلم جيد تحمل ماجستير جامعي .
ملاحظة : // .. لطالما استطاع المعلم الأصم نقل المعلومة من لغتنا إلى لغة الإشارة أعتقد أنه ليس بحاجة لمعلم ناطق ينقل عنه المعلومة ويوصلها إلى الصم بدلالتها المكتوبة .. مع العلم أن لغة الإشارة بقلة عددها تستمد معانيها من معاني لغتنا وإن كانت تلك المعاني ليست على نفس درجة المعني في الكلمة المقابلة لها .. كما سبق وذكر من قبل ..
.. الدعوة إلى قُطرية كل لغة إشارية باعتبارها خصوصية محلية والدعوة إلى ثنائية اللغة والثقافة للصم العرب أمر يستحق أن نقف عنده الموقف الذي يستحقه.. صحيح أنهما لغتان مختلفتان في الإرسال والاستقبال لكنهما متفقتان بل متحدتان في المعنى الواحد المأخوذ من أصل الكلمة التي من أجلها رُكب المصطلح .. وإن كان المعنى لم يرتق بعد إلى مستوى مضمون معاني الكلمات في لغتنا .. وأن التعبير الإشاري في إطار الجملة ليس على صورة التعبير المنطوق أو المكتوب في لغتنا والذهاب بمنحى تعليم الصم لغتين كل واحدة منعزلة عن الأخرى.. وحسب ما اعتاده الصم من تركيب الجملة الإشارية التي انساقت على غير سياق الجملة اللغوية المعمول بها وما حفظوه من مفردات لغتنا .. لن يصل بهم إلى مستوى من تعلم وعلّم .
.. الأخذ بثنائية اللغة وكأنهما لغتان منعزلتان منفصلتان عن بعضهما أمر يجب التفكير به جيدا.. بل هما لغتان مختلفتان في الشكل متفقتان في المعنى الواحد .. كما يُقال هم // ثلاثة في واحد // . .لغة الإشارة على صورة اللغة المكتوبة .. التي هي على صورة المعنى الذي تحمله الكلمة المنطوقة …
.. إن ما أدعو إليه هو لخير الصم العرب ولصالح تواصلهم مع بعض بلغة إشارية واحدة موحدة على أسس وقواعد لغتنا الجميلة ولصالح تعلمهم لغتنا الواحدة التي نفهمها جميعا
7 / ثنائية الثقافة أم وحدة الثقافة
.. ثنائية الثقافة وتعني ثقافة الصم أنفسهم وما هم عليه من تقاليد وعادات وأعراف وغير ذلك مما يشكل من ثقافة.
.. فالصم أبناء لأفراد مجتمع فيه يعيشون في وطن واحد لغته واحدة وثقافته واحدة وهم يبنون لغتهم الإشارية من معاني كلام لغتنا لغة أهلهم ومجتمعهم السامع الناطق.. وإن كانت لهم ثقافة خاصة.. كانت وستكون مستمدة ومكتسبة من ثقافة أهلهم والبيئة المحيطة ومن كل ما يشاهدونه بأعينهم ومن مواقف إنسانية أو اجتماعية أو أخلاقية.. يحدثها سلوك من حولهم من الأسرة إلى المجتمع الكبير.. ومن ثم ينقلونها فيما بينهم بلغتهم الإشارية.. في تجمعاتهم التي يتواجدون فيها.
.. الدعوة إلى لغات قُطرية محلية.. والدعوة إلى ثنائية اللغة والثقافة للصم العرب.. / من وجهة نظر خاصة / أجد فيه من الخطورة على حاضر تواصل الصم ومستقبلهم ما يجعلني أثير هذا الأمر على كل مستوى وقد عشت معاناة الصم العرب منذ ثلاثة عقود من الزمن ومن الأيام الأولى لدخولي عالم الصم في أيلول / سبتمبر عام 1979 وفي أول مؤتمر أحضره عام 1980 ولعل محاضر المؤتمر تشهد أني تقدمت بأول توصية أقترح فيها توحيد لغة الإشارة بين الصم العرب.. رغم قلة عدد مفرداتها في ذلك الوقت والمعنى البسيط الذي كانت تحمله تلك المفردات الإشارية.. عشتها بعيون الأهل الذين آلمهم التحاق ولدهم بعالم الصم؛ عالم الذين يتواصلون بلغة الإشارة ولم تقر أعينهم بأصم ارتقى بتعلمها عبر عقود كثيرة من الزمن مضت.. عشتها بعيون الصم وهي تنظر حائرة فيما ترى ويدور حولها من صور الحياة وأحداثها وهم يفقدون جمال التعبير عنها كما نعبر بلغتنا.. عشتها بعيون معلمي الصم الذين كانوا ومازالوا يبحثون عما يساعدهم في شرح درس أو توضيح نص أو إعلان خبر.
.. أمر مؤلم ان ترى الصم العرب تتجاذبهم.. تتقاذفهم لغات إشارية متفرقة ومتنوعة الحركات مقابل كلمات من لغتنا العربية التي بها يقرؤون وكثير من معانيها يجهلون وبحروفها يكتبون ما قل من كلام حفظوه..
.. لغات إشارية لا ناظم لها ولا جامع بينها إلا ما قل ذكره في بعض المصطلحات الوصفية العامة أما المصطلحات الخاصة فقد اتفقوا عليها ضمن تجمعهم الخاص بهم.. لغات متفرقة جعلتهم حبيسي لغة مجموعتهم التي فيها يتواجدون وإن قل عددهم أو كثر.
8 / ظاهرة صناعة المصطلحات الإشارية
.. لغات إشارية عجزت عن إكساب الصم العلم عن طريق التعلم كما تفعل اللغات.. عجزها لغة الإشارة وقصور أبجدية لم تعوضهم ما فقدوه من لغة كما تفعل الأبجديات… أدى إلى ظهور ظاهرة صناعة المصطلحات الإشارية على أيدي كل من عمل مع الصم لتعويض النقص في مفرداتها الإشارية وتوفير المفردات الإشارية التي يحتاجونها في عملية نقل المعرفة من أصولها في الكتب إلى الصم وفي استكمال عملية التواصل بينهما بصورة أفضل.
فكثر صنّاعها بين العاملين مع الصم، في كل بلد عربي، في كل مدرسة، في كل جمعية، في كل ناد للصم أو مركز، حتى الأهل الذين لا يجدون ما يحتاجونه من إشارات في لغة من سبقهم يبتكرون إشارات ويتفقون على معناها مع طفلهم الأصم.. أكثر من ذلك هناك من لا تعجبه بعض الإشارات ويرى أن ما أنجزته يداه هو أفضل مما أنجزه غيره..، ويتحدى بها كل من عمل مع الصم من قريب أو بعيد. ويناضل من أجل بقائها على أيدي من يتعامل معهم من الصم.. أعتقد أن ظاهرة صناعة الإشارات أدت إلى ظاهرة المطالبة بخصوصيتها والانفراد بها ضمن تجمع معين أو ربما في بلد معين. صناعة الإشارات أوجدتها الضرورة.. ليس في أمرها سوء، ولكن السوء في اختلاف الإشارات التي يصنعون وتعدد أشكالها التي يرسمون مقابل كلمة واحدة موجودة في لغتنا الواحدة… لغة إشارية كثر صُنّاعها.. فكثرت إشاراتهم.. فاختلفت.. فاختلفوا.. فاختلف معهم الصم على مستوى الوطن العربي..!!.. صناعة ستنتهي عندما نجد النظام الإشاري الموافق والمطابق لنظام لغتنا الذي يحمل مورثاتها ذاتها في البناء والتركيب والتحليل.. في الاشتقاق والتصريف.. ويوفر للصم وللعاملين معهم كل ما يحتاجونه من مفردات إشارية للتواصل بها فيما بين الصم وبين ما هو مكتوب على صفحات الكتب… صناعة الإشارات وتعدد اللغات الإشارية بين الصم العرب باعتبارها لهجة خصوصية محلية فيها من الخطورة على مستقبل تواصلهم.. ما لا تحمد عقباه..وكما تجمعنا اللغة العربية المنطوقة؛ الفصحى والمكتوبة بحروف لغتنا الواحدة.. يجب أن يجتمع الصم العرب على لغة إشارية فصحى بها يتواصلون وبها ينقلون المعارف فيما بينهم ويكتبون كما نكتب فالكتابة هي القاسم المشترك الأعظم بيننا وبينهم.جاء في المحاضرة التي ألقاها الدكتور عائض القرني على قناة الجزيرة مباشر إعادة تسجيل يوم الجمعة 22 تشرين الأول / أكتوبر 2009 الساعة الثالثة بعد الظهر بعنوان أمانة التعليم: أن مفردات لغتنا الجميلة البيان 40 مليون مفردة.. تصور معي من حيث الكم مليون مفردة على شكل مصطلح.. صحيح نحن لا نستخدم منها إلا ما نحتاجه في تواصلنا وتعلمنا.. ولكن نفهم أكثر ما نقرأ أو نسمع.. وإن وردت مفردة جديدة أو غريبة نسترجع معناها من المعجم.
// أزمة ستستمر ما دام هناك حاجة لصنّاعة المصطلحات الإشارية مقابل ملايين من مفردات لغتنا // من حق الصم العرب أن تكون لهم لغة إشارية فصحى واحدة.. مبنية على أسس وقواعد وضوابط لغتنا..
9 / خاطرة أردت أن أسطرها هنا عسى تلقى عين رائية .. وتعيها بصيرة واعية .. وهمة شافية .
.. قالوا وراء كل رجل .. ! .. امرأة .. نرى الرجل.. ولا نرى المرأة.. لماذا ? .. وأقول : .. وراء كل مترجم للغة الإشارة .. أصم .. نرى المترجم .. ولا نرى الأصم .. لماذا ?
10 / اللغة الإشارية التي يحتاجها الصم العرب
.. سؤال مهم من بين أسئلة كثيرة أهم
.. ما هي اللغة الإشارية التي يحتاجها الصم للتعلم واكتساب العلوم المتنوعة وتؤدي للتواصل الصحيح والسليم فيما بينهم ؟
.. اللغة الإشارية التي يحتاجها الصم هي اللغة التي يطابق نظامها نظام قواعد وضوابط لغة المجتمع الذي يعيشون فيه، لأنها مصدرهم للتعلم واكتساب المعرفة بأنواعها.. إن اختلفت في الإرسال والاستقبال عن لغة مجتمعهم اتفقت في المضمون وهو المعنى الذي يحتاجه الصم لفهم الكلام المنطوق والمكتوب في لغة مجتمعهم في شتى الفروع المعرفية… اللغة الإشارية التي يحتاجها الصم تتفق وحاجاتهم لمحاكاة الكلام وتقليد استخدامه في التواصل مع الأهل والمجتمع وفهم قراءة الكلام من شفاه الناس.. تتفق مع ما اتفق فيها، وتختلف مع ما اختلف منها. بدءاً من الحروف ودلالتها على الأصوات، من حيث هي حروف مبنى وحروف معنى تفقد لغة الإشارة دلالاتها ويجهل الصم الكثير من معاني مواقعها في الكلام.. كفهم دلالة حروف المعاني ومعاني حروف الضمائر كتاء الفاعل وكاف الخطاب وهاء الغائب وغيرها مما في لغتنا.. وانتهاءً بالكلمات من حيث هي ألفاظ منطوقة تدل عليها دلالة مكتوبة مقروءة تسمت بها الأشياء في الوجود الحسي والمعنوي.. وما تختص به كل كلمة اسماً كانت أو فعلاً حرفاً من معنى منفرد في ذاتها، أو في إطار الجملة والنصوص المختلفة في صدور الكتب وبطونها وما تحتويه من معارف وعلوم في مناهج الكتب المدرسية ومراحل التعلم. تماماً كما تعلّم كل واحد منا من البيت إلى ما انتهى إليه تعلمه.
.. هنا يكمن السؤال الأهم والأكبر: كيف نرقى بلغة الإشارة المستخدمة على أيدي الصم العرب إلى مستوى لغتنا العربية الجميلة التي بها يقرؤون فيقطفون من معانيها ما طاب لهم من حسن الكلام وبحروفها يكتبون أجمل البيان.
.وهو ما تمّ إنجازه وتحقيقه في نظام المطابقة بين لغة الإشارة ولغتنا العربية في التركيب والمعنى .
11 / .. نظام المطابقة ..
.. نظام المطابقة ونعني به جعل لغة الإشارة على صورة واحدة ومطابقة لنظام لغتنا العربية في تركيب المفردات والمعنى الذي تحمله .. بدءا من الحروف ودلالتها من حيث هي حروف مبنى ومعنى وانتهاء بتركيب الكلمات من حيث هي ألفاظ منطوقة دلت عليها كلمات مكتوبة تسمت بها الأشياء في الوجود الحسي والمعنوي ..
1 / .. اعتماد الأبجدية الإشارية الدالة على الأصوات المنطوقة التي يستخدمها المعلمون في تعليم الصم نطق الأصوات وتقليد الكلام ومحاكاته وهي معروفة من قبل كل من يعمل في تعليم الصم النطق .
2 / .. اعتماد نظام التركيب الأبجدي الإشاري بتركيب الكلمات الإشارية بحركة اليدين بدلا من اليد الواحدة المستخدمة في أبجدية الأصابع . بنظيرتها المطابقة لها في المعنى الكلمة المنطوقة والمكتوبة .. وفر هذا التركيب الأبجدي الإشاري كل المفردات المعمول بها في لغتنا باستخدام أوزان الأفعال المعمول به في لغتنا .
3 / .. نظام مطابقة المصطلحات الإشارية المستخدمة على أيدي مختلف الصم العرب اسما كانت أو فعلا أو حرفا إشاريا .
.. تم إخضاع المصطلح الإشاري الاسم لما وأمكن و خضع له الاسم في لغتنا كتحويل بعض الأسماء من المذكر إلى إلى المؤنث بالتاء المربوط ومن المفرد إلى إلى المثنى وإلى الجمع السالم وجوع التكسير .
.. تم تصريف المصطلح الإشاري الفعل مع كل الضمائر والأزمنة
.. كذلك الحرف الإشاري خضع لما خضع له الحرف في لغتنا وما لحق به من الضمائر.
{ .. بسم الله الرحمن الرحيم .. إن أردت إلاّ الإصلاح ما استطعت .. وما توفيقي إلاّ بالله .. عليه توكلت وإليه أُنيب .. وله الأمر من قبل ومن بعد .. }
.. {.لكل مجتهد نصيب فإن أصبت .. فالفضل لله .. وإن أخطأت فمن تقصيري } ..
أبحث أنا وصديقتي منذ أكثر من سنة عن دورات لتعليم الإشارة فهل بالإمكان مساعدتي؟؟؟
بسم الله الرحمن الرحيم .. شكرا على رسالتك .. كي أساعدك .. أرجو أولا أن تخبرني في بلد أنت وفي أي مدينة تعيش ..
هذا الموضوع يحتاج لعملية تحسيسية كبيرة في مستوى الجمعيات القائمة على رعاية فاقدي السمع كما لا ننسى توعية أولياء الصم على أهمية استعمال لغة الاشارة في العملية التربوية لرفع مستوى أولادهم التعليمي.
لهذا أريد أن أعبر عن استعدادي لتقديم محاضرة عنوانها: “تاريخ تربية الطفل الأصم وتعليمه” علني أساهم معكم في نشر ثقافة الصم الحقيقية.
بسم الله الرحمن الرحيم ..مرحبا بك .. // أرجو أن تعرفني بشخصكم الطيب ما امكن لكم بذلك // كما أقول ما الذي يمنعكم من إجراء مثل هذه المحاضرة في البلد الذي تقيم فيه .. فكما تعلم أن الصم العرب لم يجتمعوا بعد على لغة إشارية واحدة موحدة تجمعهم ولا تفرقهم كما هم الآن كل مجموعة تفضل اللغة التي ألفت استخدامها ضمن مجموعة الصم التي يعلمون معهم ويتواصلون .. إن كنت تود نشرها في مدونتي فمرحبا بك أرسلها لي للاطلاع وإمكانية نشرها في صفحتي .. شكرا لك على زيارة مدونتي .. بانتظار ردكم الكريم Email :atayafordeaf@gmail.com
بسم الله الرحمن الرحيم ..مرحبا بك .. // أرجو أن تعرفني بشخصكم الطيب ما امكن لكم بذلك // كما أقول ما الذي يمنعكم من إجراء مثل هذه المحاضرة في البلد الذي تقيم فيه .. فكما تعلم أن الصم العرب لم يجتمعوا بعد على لغة إشارية واحدة موحدة تجمعهم ولا تفرقهم كما هم الآن كل مجموعة تفضل اللغة التي ألفت استخدامها ضمن مجموعة الصم التي يعلمون معهم ويتواصلون .. إن كنت تود نشرها في مدونتي فمرحبا بك أرسلها لي للاطلاع وإمكانية نشرها في صفحتي .. شكرا لك على زيارة مدونتي .. بانتظار ردكم الكريم Email :atayafordeaf@gmail.com
“يعيش الصم العرب هذه الأيام صراعا قاسيا ”
أتفق معك في هذه المقولة في شكلها الاجمالي
لاكن هل يكفي أن أتفق معك؟
من أين البداية؟
هل نستعين بتجارب الآخرين؟
هل حان الوقت للإعتراف بعالم الصم؟
هل حان الوقت للإعتراف بمجتمع الصم؟
هل حان الوقت للإعتراف بثقافة الصم؟
كم عدد المتعاطفين مقارنة بالرافضين ؟